بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
حسين الياسري | ||||
كابتن عدي الملكي | ||||
البصراوي ابن المعقل | ||||
samty | ||||
الفنان حسن عبد الشهيد | ||||
الساحرالاول | ||||
الفنان اسامة نوري | ||||
كامري | ||||
سنابل الفن | ||||
saly |
دخول
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط تشكيليين البصرة على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط تشكيليو البصرة على موقع حفض الصفحات
أنتيجون - بروت مار
صفحة 1 من اصل 1
أنتيجون - بروت مار
مسرحية كلاسيكية - معاصرة
*د. فاضل خليل
"الأعمال الكلاسيكية يمكن أن تكون ممتعة للمتفرج
المعاصر فقط، عندما تعالج بالإسقاط المعاصر"(1)
(تاييروف)
عند فرز ذلك الحيوي من الحياة والحفاظ عليه , وحتى في " الأعمال الكلاسيكية يمكن أن تكون ممتعة للمتفرج المعاصر , فقط عندما تتم عملية إسقاط الهم المعاصر عليها " ولكي نقف على صحة ذلك نأخذ. نستعرض انموذجا للعرض غاية في الحداثة هو عرض مسرحية (انتجون). و(انتيجون) المسرحية الكلاسيكية التي تناولتها المخرجة الليتوانية (بروت مار) وقد أسبغت عليها هماً معاصراً تعيشه أغلب البلدان المقهورة ومنها العراق، عندما ييييكون طموحا مابعده طموح ( دفن موت الحروب ). لكنها حافظت تماما على المعاني وما حملته المسرحية من خطاب واضح الى الجماهير في كل الازمان ومنذ ( سوفوكليس ) مؤلف النص الاول في العصر الاغريقي. ان العرض الجديد [عرض مسرح – فيديو , يعتمد على تراجيديا ( انتيجون – سوفوكليس ) مدة العرض : خمسون دقيقة , أداء وسيناريو وإخراج الليتوانية: بروت مار, إخراج فيديو: انريوس جاكوسبونس, الموسيقى: اناستاس كوسيندكاس, الملابس: جولانتار ريمكوت, الإنتاج: ادوار موليتي(2).
هذا العرض ( المونودراما ) كان من تمثيل المخرجة الليتوانية المتميزة ( بروت مار) - أيضا– التي أضافت أفلام الفيديو المصنوعة للعرض خصيصا كواحدة من الوسائل المعاصرة جدا في إيصال الكثير من الهموم والاسقاطات التي عاشتها انتجونا ومعاناتها الكبيرة في عدم السماح لها بدفن اخيها من قبل الحاكم الجائر (كريون – الملك الجديد لطيبة- خلفا لأبيها أوديب). و( انتيجون ) الابنة الأكبر(للملك أوديب) التي عاقبها ( كريون) بأن تدفن حية، بسبب دفنها لجثمان أخيها ( بولينيكوس ). هذا العرض استلهم من التراجيديا الإغريقية – اجتهدت المخرجة – الممثلة – فاكتشفت في النص ما يربط الماضي بالحاضر بصرياً وفكرياً فخلقت التضاد عبر الوسيط – الفيديو– فصورت الكورس بأحجام بشرية ضخمة تتضاءل أحيانا. وأخرى تتلاشى لتبقى ( انتيجون ) وحدها في الصورة وبأوضاع وأشكال تعبيرية مختلفة, فقد صورت الكثير من تعبيراتها المهمة والتي صاحبتها على شاشة سينمائية كبيرة طوال وجودها على خشبة المسرح, فشكلت لها في الكثير من الأحيان خلفية جميلة أدت أغراضها, يسندها الاستخدام المتقن والرائع للموسيقى والمؤثرات وملابس انتيجون وما حملته من تغيرات. وهذا ما اتفق مع حلمها الذي تجسد في قولها ( كان حلمي أن اصنع من انتيجون شيئاً ينعتق من إسار المسرح التقليدي )(3). وتسترسل كيف إنها (انطلقت من موسيقى اللغة والمونولوجات المتدفقة والمنهمرة كشلاّل يشابه المراثي الفلكلورية – المعاني مثل هذه لا تستوعب بالسمع فقط , أنها مثل الشعر)(4).
ولكي تؤكد (بروت مار) المعاصرة في عرضها الكبير(انتجون)، في كسرها للتقليد ووافكار الماضي ووسائله حين تقول: (اندفعت إلى المتناقضات بين الفيديو والأداء الحي المركز أمام النظارة)(5). ثم تقول للتختم كلامها بالتأكيد على أن (التضاد يخلق حالة جريمة انتيجون)(6). وبهذا فهي تتفق كما ستختلف مع السائد من المسرح الإغريقي حين تتفق مع ما تعنيه المحاكاة من ان ما يقوم به الممثل الأول ( بروتاجوينست Protagonist ) ماهو الا نوع من المحاكاة الجديدة-القريبة من خلال (التحاور مع الجوقة ليدفع ببداية ظهور الممثلين الذين يمثلون في حواراتهم اكثر الأشكال تركيباً لما هي الإنسان في مواجهة الآلهة والأساطير والأقدار والدولة والماضي والأوامر والنواهي الدينية)(7). لكنها تختلف في أسلوب ونوع الطرح والاستخدام للشاشة, وفي المحاكاة وتقمص أكثر من شخصية في آن واحد باختلاف تغير الملابس والصوت والصورة, كل هذا أحسسنا به حين أوصلته لنا الممثلة – المخرجة (بروت مار) التي أرادت أن تؤكد على أن اللغة التي نفهمها في العمل المسرحي تكمن في أسلوب المعالجة والتجسيد, لغة مفهومة أوصلت للقاعة كل الذي تريد إيصاله , كما أنها قامت بمهمة (المؤلف – سوفوكليس) الغائب لأنه (في حالة عدم وجود المؤلف المسرحي ,على المخرج بالضرورة , القيام بقسم من مهام المؤلف)(. إذن نحن دائماً، في المسرح المعاصر، نحتاج إلى جسور في المعالجة للمسرحيات ذات الأزمنة المغايرة أن نحسن الاختيار للأسباب التي تدعونا في تناولها اليوم، بتطويع أفكارها ومواضيعها بما يخدم الحاشر ويجعله يرتبط بجسر متين مع الماضي .
الهوامش:
1. نديم محمد: ( تاييروف ومسرح الحجرة ) , مجلة الحياة المسرحية , العدد 1 صيف 1977, دمشق ,ص 45
2. عن فولدر مسرحية [ أنتجون ] الذي عرض في مهرجان الشارقة المسرحي في 16/3/2003م – دولة الامارات العربية المتحدة .
3. منهاج العرض.
4،5. المصدر السابق.
6. مصطلحات مسرحية ,ص 37.
7. هناء عبد الفتاح، أصول التجريب في المسرح المعاصر , مجلة فصول , المجلد 14 , العدد الأول , ربيع 1995 , ص 56 , 37.
8. نديم محمد: (تايروف ومسرح الحجرة) مجلة الحياة المسرحية, العدد 1, دمشق, صيف 1977, ص 117
د. فاضل خليل*
tamimfk@yahoo.com
المصدر صحيفة اتجاهات العراقية
*د. فاضل خليل
"الأعمال الكلاسيكية يمكن أن تكون ممتعة للمتفرج
المعاصر فقط، عندما تعالج بالإسقاط المعاصر"(1)
(تاييروف)
عند فرز ذلك الحيوي من الحياة والحفاظ عليه , وحتى في " الأعمال الكلاسيكية يمكن أن تكون ممتعة للمتفرج المعاصر , فقط عندما تتم عملية إسقاط الهم المعاصر عليها " ولكي نقف على صحة ذلك نأخذ. نستعرض انموذجا للعرض غاية في الحداثة هو عرض مسرحية (انتجون). و(انتيجون) المسرحية الكلاسيكية التي تناولتها المخرجة الليتوانية (بروت مار) وقد أسبغت عليها هماً معاصراً تعيشه أغلب البلدان المقهورة ومنها العراق، عندما ييييكون طموحا مابعده طموح ( دفن موت الحروب ). لكنها حافظت تماما على المعاني وما حملته المسرحية من خطاب واضح الى الجماهير في كل الازمان ومنذ ( سوفوكليس ) مؤلف النص الاول في العصر الاغريقي. ان العرض الجديد [عرض مسرح – فيديو , يعتمد على تراجيديا ( انتيجون – سوفوكليس ) مدة العرض : خمسون دقيقة , أداء وسيناريو وإخراج الليتوانية: بروت مار, إخراج فيديو: انريوس جاكوسبونس, الموسيقى: اناستاس كوسيندكاس, الملابس: جولانتار ريمكوت, الإنتاج: ادوار موليتي(2).
هذا العرض ( المونودراما ) كان من تمثيل المخرجة الليتوانية المتميزة ( بروت مار) - أيضا– التي أضافت أفلام الفيديو المصنوعة للعرض خصيصا كواحدة من الوسائل المعاصرة جدا في إيصال الكثير من الهموم والاسقاطات التي عاشتها انتجونا ومعاناتها الكبيرة في عدم السماح لها بدفن اخيها من قبل الحاكم الجائر (كريون – الملك الجديد لطيبة- خلفا لأبيها أوديب). و( انتيجون ) الابنة الأكبر(للملك أوديب) التي عاقبها ( كريون) بأن تدفن حية، بسبب دفنها لجثمان أخيها ( بولينيكوس ). هذا العرض استلهم من التراجيديا الإغريقية – اجتهدت المخرجة – الممثلة – فاكتشفت في النص ما يربط الماضي بالحاضر بصرياً وفكرياً فخلقت التضاد عبر الوسيط – الفيديو– فصورت الكورس بأحجام بشرية ضخمة تتضاءل أحيانا. وأخرى تتلاشى لتبقى ( انتيجون ) وحدها في الصورة وبأوضاع وأشكال تعبيرية مختلفة, فقد صورت الكثير من تعبيراتها المهمة والتي صاحبتها على شاشة سينمائية كبيرة طوال وجودها على خشبة المسرح, فشكلت لها في الكثير من الأحيان خلفية جميلة أدت أغراضها, يسندها الاستخدام المتقن والرائع للموسيقى والمؤثرات وملابس انتيجون وما حملته من تغيرات. وهذا ما اتفق مع حلمها الذي تجسد في قولها ( كان حلمي أن اصنع من انتيجون شيئاً ينعتق من إسار المسرح التقليدي )(3). وتسترسل كيف إنها (انطلقت من موسيقى اللغة والمونولوجات المتدفقة والمنهمرة كشلاّل يشابه المراثي الفلكلورية – المعاني مثل هذه لا تستوعب بالسمع فقط , أنها مثل الشعر)(4).
ولكي تؤكد (بروت مار) المعاصرة في عرضها الكبير(انتجون)، في كسرها للتقليد ووافكار الماضي ووسائله حين تقول: (اندفعت إلى المتناقضات بين الفيديو والأداء الحي المركز أمام النظارة)(5). ثم تقول للتختم كلامها بالتأكيد على أن (التضاد يخلق حالة جريمة انتيجون)(6). وبهذا فهي تتفق كما ستختلف مع السائد من المسرح الإغريقي حين تتفق مع ما تعنيه المحاكاة من ان ما يقوم به الممثل الأول ( بروتاجوينست Protagonist ) ماهو الا نوع من المحاكاة الجديدة-القريبة من خلال (التحاور مع الجوقة ليدفع ببداية ظهور الممثلين الذين يمثلون في حواراتهم اكثر الأشكال تركيباً لما هي الإنسان في مواجهة الآلهة والأساطير والأقدار والدولة والماضي والأوامر والنواهي الدينية)(7). لكنها تختلف في أسلوب ونوع الطرح والاستخدام للشاشة, وفي المحاكاة وتقمص أكثر من شخصية في آن واحد باختلاف تغير الملابس والصوت والصورة, كل هذا أحسسنا به حين أوصلته لنا الممثلة – المخرجة (بروت مار) التي أرادت أن تؤكد على أن اللغة التي نفهمها في العمل المسرحي تكمن في أسلوب المعالجة والتجسيد, لغة مفهومة أوصلت للقاعة كل الذي تريد إيصاله , كما أنها قامت بمهمة (المؤلف – سوفوكليس) الغائب لأنه (في حالة عدم وجود المؤلف المسرحي ,على المخرج بالضرورة , القيام بقسم من مهام المؤلف)(. إذن نحن دائماً، في المسرح المعاصر، نحتاج إلى جسور في المعالجة للمسرحيات ذات الأزمنة المغايرة أن نحسن الاختيار للأسباب التي تدعونا في تناولها اليوم، بتطويع أفكارها ومواضيعها بما يخدم الحاشر ويجعله يرتبط بجسر متين مع الماضي .
الهوامش:
1. نديم محمد: ( تاييروف ومسرح الحجرة ) , مجلة الحياة المسرحية , العدد 1 صيف 1977, دمشق ,ص 45
2. عن فولدر مسرحية [ أنتجون ] الذي عرض في مهرجان الشارقة المسرحي في 16/3/2003م – دولة الامارات العربية المتحدة .
3. منهاج العرض.
4،5. المصدر السابق.
6. مصطلحات مسرحية ,ص 37.
7. هناء عبد الفتاح، أصول التجريب في المسرح المعاصر , مجلة فصول , المجلد 14 , العدد الأول , ربيع 1995 , ص 56 , 37.
8. نديم محمد: (تايروف ومسرح الحجرة) مجلة الحياة المسرحية, العدد 1, دمشق, صيف 1977, ص 117
د. فاضل خليل*
tamimfk@yahoo.com
المصدر صحيفة اتجاهات العراقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مايو 15, 2015 5:00 am من طرف malakalasule.com
» هذا البرنامج يخلي الصوت صوت بنت او امراه كبيره او صوت راجل
الجمعة أبريل 18, 2014 7:11 am من طرف حلقي123
» (( لله يا محسنين .... أنتـر نــت ))
السبت يونيو 15, 2013 5:33 am من طرف كابتن عدي الملكي
» صـــورنـا داخلهــا حيــاة &&&&
الخميس مايو 30, 2013 2:48 am من طرف كابتن عدي الملكي
» مفهوم التدريب والتخطيط والتدريب الرياضي .......
الأربعاء مايو 29, 2013 4:50 pm من طرف كابتن عدي الملكي
» الرياضه..... و الموت البطيئ... كلمات سمعتها من مدربا كبير استوقفتني..
الأربعاء مايو 29, 2013 4:54 am من طرف كابتن عدي الملكي
» محمد السامر - احبابي (قطار العمر) النسخه الاصليه
السبت فبراير 23, 2013 3:42 am من طرف الشمري231
» تنمية الإبداع عند طلابنا - هدية للطلاب
الخميس يناير 03, 2013 12:12 am من طرف مرجانة البحر
» الزخرفه وانواعها
الثلاثاء أغسطس 07, 2012 1:33 pm من طرف عصفورة البصره