احبيني - بدر شاكر السياب

وما من عادتي نكران ماضي الذي كانا ولاكن كل من احببته من قبلك ما احبوني ولا عطفو علي عشقت سبعآ كن احيانآ ترف شعورهآ علي تحملني الى الصين سفائن من عطور نهودهن اغوص في بحر من الاوهام والوجد فألتقط المحار اضن فيه الدر ثم تظلني وحدي جدائل نخله فرعاء
فأبحث بين اكوام المحار لعل لؤلؤ تبزغ منه كالنجمه واذا تدمى يداي وتترع الاظفار عنها لا يتر هناك غير الماء وغير الطين من صدف المحار فتقطر البسمه على ثغري دموعآ من قرار القلب تنبثق لان جميع من احببته قبلك ما احبوني وأجلسهن في شرف الخيال وتكشف الحرق ظلال عن ملامحن اخ فتلك باعتني بمأفون لاجل المال ثم صحا فطلقها وخلاها وتلك لانها في العمر اكبر ام لان الحسن اغارها بأني غير كفء خلفتني كلما شربت الندى ورق وفتح برعم مثلتها وشممت رياها وأمس رأيتها في موقف للباص تنتظر باعدت الخطى ونأيت عنها لا اريد القرب منها هذه الشمطاء لها الويلات ثم عرفتها احسبت ان الحسن ينتصر على زمن تحطم سور بابل منه والعنقاء رماد منه لا يذكيه لعث فهو يستعر وتلك كأن في غمازيتها يفتح السحر عيون الفل والبلابل عافتني الى قصلر وسياره الى زوج تغير منه الحال فهو في الحاره فقير يقرئ الصحف القديمه عن باب الدار في استحباء يحدثها عن الامس الذي ولى فيأكل قليها الضجر وتلك وزوجها عيدآ مضاهر ليلها السهر وخمر او قمار ثم يوسد صبحها الاغفاء عن النهر المكركر للشارع يرف تحت الشمس والانداء وتلك وتلك شاعرتي التي كانت ليه الدنيا وما فيها شربت الشعر من احداقها ونعست في افياء تنشرها قصائدها علي في كل ماضيها وكل شبابها كان انتضار لي على شط يهوم فوقه القمر وتنعس في حماة الطير رش نعاسها المطر فنبهها فطارت تملأ الافاق بالاصداء ناعسه توج النور مرتعشآ قوادمها وتخفق في خوافيها ظلال الليل اين اصيلنا الصيفي في جيكور وسار بنا يوسوس زورق في مائه البلور واقرأ وهيه تصغي والربى والنخل والاعناب تحلم في دواليها تفرقت الدروب بنا نسير لغير ما رجعه وغيبها ظظلام السجن تؤنس ليلها شمعه فتذكرني وتبكي غير اني لست ابكيها كفرت بأمه الصحراء ووحي الانبياء على ثارها في مغاور مكه او عند واديها واخرهن اخ زوجتي قدري اكان الداء
ليقعدني كأني ميت سكران لولاها وهأنا كل من احببت قبلك ما احبوني وأنت لعله الاشفاقلست لاعذر اذا ماكان عطف منه لا حب الذي خلاه يسقيني كؤوس من النعيم اه هاتي الحب رويني به نامي على صدري انيميني على نهديك أواها من الحرق الذي رضعت فؤادي ثم افترست شراييني أحبيني لأني كل من احببت من قبلك لم يحبوني